أكد الفنان المصري عبد العزيز مكيوي -أحد الفنانين القدامى من جيل الستينيات من القرن الماضي- أنه ينتظر حتى يتم شفاؤه من الحادث المروري الذي تعرض له مؤخرا على يد شاب مخمور ليكشف عن ملابسات أزمته الصحية والنفسية، التي أدت به للعيش مشردا في الشوارع.
وفي لقاء خاص مع mbc.net أعلن رفضه للعلاج على نفقة الدولة، وغضبه من موقف السلطات في بلاده، والذي اعتبره السبب الذي أوصله للعيش مشردا، مؤكدا أنه سيقضي العيد في مقر نقابة المهن التمثيلية، بعد أن رفض دعوات فنانين له لقضاء العيد معهم، فيما بدأت النقابة في برنامج علاجي تأهيل نفسي لمكيوي حتى يعود إلى حياته ووضعه الطبيعي قبل أن يبتّ في العروض التي تلقاها بعد الكشف عن مأساته قبل 3 أسابيع.
وعاش الفنان مكيوي -الذي شارك في العديد من الأعمال الفنية في الستينيات والسبعينات وأهمها فيلم "القاهرة 30 "و"لا تطفئ الشمس"- ظروفا قاسية خلال السنوات الماضية.
وبعد أن هجر العمل الفني واضطر تحت قسوة الظروف المالية أن يفترش الشوارع والأرصفة والمقاهي في محافظة الإسكندرية حتى تعرض لحادث سير قبل ثلاثة أسابيع، ما دفع بعض الشباب لنشر الحادثة عبر الفيس بوك، والتي تناقلتها بعض الصحف المصرية.
وبمجرد ظهور الصور على صفحات الصحف سارع نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي للتوجه إلى المنطقة التي يقيم فيها مكيوي في الإسكندرية، حيث اصطحبه في سيارته إلى القاهرة، وخصص له غرفة للإقامة وتلقي العلاج في مقر النقابة، حتى يمكن توفير مسكن مناسب ودائم له.
وقد ساهمت إقامة الفنان مكيوي في مقر النقابة وتلقيه العلاج على يد طبيب خاص وفرته له النقابة في استعادة ثقته بنفسه تدريجيا، وقد التقته mbc.net في مقر إقامته الجديد، حيث وجه التحية للنقابة، فيما عبَّر عن غضبه من موقف الدولة الرسمي والذي أوصله للحالة التي كان يعيشها مشردا في شوارع الإسكندرية.
وقال مكيوي "إنه لم يحدد بعد طريقة قضائه لفترة العيد، مؤكدا أن بعض الفنانين الذين رفض الإفصاح عن أسمائهم عرضوا عليه استضافته لقضاء العيد بينهم، لكنه فضل البقاء داخل مقر النقابة؛ حيث إنه يعاني من بعض آلام الكسر وكذا آلام البرد".
وتعود قصة معاناة الفنان المصري إلى سنوات، حيث ترك العمل الفني نتيجة مرضه ثم أهمله المنتجون، ولم يرشحه المخرجون في التلفزيون منذ عام 2003 حين قدم آخر أعماله مسلسل "أوراق مصرية" مع نبيل الحلفاوي وصلاح السعدني، بينما تغيب عن السينما منذ سنوات طويلة، وكان من أشهر أفلامه "لا تطفئ الشمس "عام 1961 مع فاتن حمامة وشكري سرحان والمخرج صلاح أبو سيف، وفيلم "لا وقت للحب"، عام 1963 مع فاتن حمامة ورشدي أباظة والمخرج صلاح أبو سيف وفيلم "القاهرة 30" مع سعاد حسني وحمدي أحمد عام 1966.
وقد تخرج مكيوي من معهد الفنون المسرحية عام 1960 والى الآن يكون أمضى أكثر من نصف قرن في المجال الفني، كما درس في موسكو وباريس.
وفي زيارة mbc.net له عن قرب وجدنا الفنان مكيوي يجلس على كرسي متحرك، في حجرة على يمين مدخل النقابة بها بعض المقاعد، وتم تجهيزها له وبها مكتب وعدة مقاعد على جانبيها.
ورفض عبد العزيز مكيوي الحديث عن تفاصيل مأساته، مؤكدا أنه لديه الكثير الذي سيفجِّره في الوقت المناسب، وأن حالة الصمت التي يعيشها حاليا لن تستمر طويلا من خلال أزمته النفسية والمعنوية، وحياة التشرد التي عاشها على الأرصفة، موضحا أن الشفاء من مصابه أهم لديه من عمله في دور قد لا يضيف له جديدا.
وأوضح أن الحادث الذي تعرض له كان بسبب شاب مخمور وتسبب في كسر قدمه قبل ثلاثة أسابيع عندما كان يقوم بعبور الشارع عند حي سيدي جابر في محافظة الإسكندرية.
وحول إمكانية نقله إلى شقة للإقامة فيها على حساب النقابة قال مكيوي إن الشقة ليست أهم من قدمي المصابة الآن. وأضاف "هناك مئات من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية ولكن لا يعملون، وهناك من يحارب وتقطع ساقه أو حتى تبتر خصيته أو يفقد جزء حساسا من جسده وهو متزوج، لأن الكثيرين من المظلومين يعانون ولكن يفضلون الصمت".
وإلى جانب الجهد الذي قام به نقيب المهن التمثيلية في إيواء المكيوي وعلاجه، بادر عدد من المنتجين والمخرجين بعرض بعض الأدوار الفنية عليه، لكنه -وحسب ما أكد لـ mbc.net- لا يزال في حالةٍ لا تسمح له بقبول أو رفض شيء، وهو ما أكده أيضا لـنا نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي الذي أوضح أن المكيوي الآن في مرحلة علاج وتأهيل نفسي حتى يعود إلى حياته ووضعه الطبيعي أولا، ومن ثم يأتي الحديث عن إشراكه في أعمال فنية.
ومن جانبه، أكد د. أشرف زكي -نقيب الممثلين ورئيس قطاع الإنتاج الثقافي في تصريح خاص لـmbc.net أن الفنان عبد العزيز مكيوي يقيم الآن في نقابة الممثلين إقامة كاملة ومريحة، وتم تجهيز حجرة له للإقامة بها وسط أهله وأحبائه من الفنانين، موضحا أنه لا يريد أن يعيش بمفرده في هذه الفترة، برغم أن النقابة ستبحث له الإقامة في شقة مستقلة فيما بعد.
وقال زكي: إن هذه الفترة تعد تأهيلا وإعدادا نفسيا ومعنويا له إلى أن يتم شفاؤه تماما، حيث إن النقابة مكلفة بعلاجه تماما، وهناك طبيب يتابع حالته الصحية أولا بأول.
تابع زكي: إن إصابة الفنان عبد العزيز مكيوي بسيطة ولا تدعو للقلق، وسوف يتم تأهيله نفسيا وعلاجه جيدا على نفقة النقابة أو نفقة الدولة لو استدعى الأمر.
0 comments
إرسال تعليق