ياسر حماية
بعيدا عن تعاطفك مع الرئيس مبارك أو رؤيتك بأنه يستحق المحاكمة بالفعل وأن ما نشهده هو قمة العدالة لكن ما يذاع حقا شيء مدهش للغاية , وهذا ما يجعلني أتساءل هل تعيد هذه المحاكمات الثقة المفقودة في التلفزيون المصري , وماهو رد فعل الوسط الفني في تلك المحاكمات .
كانت بداية الصحوة الإعلامية في نظري للتلفزيون عندما أعلن رئيس محكمة جنايات القاهرة المستشار أحمد رفعت أنه سيتم السماح بنقل وقائع جلسات محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك ونجليه ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وآخرين من خلال التلفزيون المصري على الهواء مباشرة.
وقال المستشار رفعت في مؤتمر صحفي لهيئة المحكمة وسط حضور إعلامي كبير أنه سيسمح بحضور الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام المصرية والعربية والأجنبية مؤكدا حرص المحكمة على أن يطمئن الشعب المصري لإجراءات المحاكمة وما يدور داخل الجلسات في القضية.
وأضاف ان نظر القضية من جانب المحكمة المنوط بها محاكمة مبارك وبقية المتهمين سيكون من خلال جلسات متعاقبة دون التقيد بأيام محددة أو دور الانعقاد المحدد للمحكمة وذلك لحين الانتهاء من القضية والفصل فيها بصورة نهائية.
فهل يتغير تصنيف التلفزيون المصري من موضع الكذب إلي موضع المحايد علي الأقل أم أن هناك مؤامرة كما قيل يجب محاكمة المسئولين عنها .. ومن هنا نفهم لماذا يتم منح التلفزيون المصري الحق الحصري فى نقل المحاكمة .
فقد تعمدت عدسات التليفزيون المصري الوقوف بزاوية تصوير تحجب مشاهدة خروج الرئيس حسني مبارك أثناء نزوله من سيارة الإسعاف التي كانت تقله لحضور جلسة محاكمته اليوم الأربعاء.
حيث استخدم مراسل التليفزيون المصرى كاميرا ثابتة والمعروف أنه فى تلك الحالات يتم التصوير بالكاميرات المحمولة حيث يستطيع المصور تخطى الحواجز البشرية واختيار زاوية للتصوير تمكنه من التقاط المشهد بالشكل الكامل وهذا الخطأ أدى إلى خروج مبارك من سيارة الإسعاف دون تصويره وهو ما يضفى صفة التعمد.
في حين عبر مجموعة من الفنانين عن فرحتهم بالمحاكمة وإن رأي البعض الآخر أن المحاكمة تسئ للشعب المصري وللرئيس السابق وأن المطلوب هو الرحمة في هذا الشهر الفضيل , ومنهم رفض هذا الاعتبار من الأساس حيث أكد
الفنان عزت العلايلى، أن محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك تعتبر رفعا لقيمة وشأن مصر أمام العالم، وأضاف العلايلى لـ"اليوم السابع"، أن المحاكمة تمر بشكل حضاري مثقف ويجب علينا أن نصفق لدولة القانون ونرفع لها القبعة لأنها رفعت شعار العدل أمام الجميع.
وأضاف أنه لا أحد يستطيع أن يعترض على شكل المحاكمة اليوم لأنها تقدم نموذجا حضاريا يسعد الأمة العربية، وما يحدث الآن درس فى التحضر والرقى لجميع طوائف العالم.
وعن الاشتباكات بين المؤيدين والمعارضين للمحاكمة قال العلايلى، يجب على الجميع الهدوء لعدم خدش الصورة الحضارية، وأرجو أن الهدوء يسود وبالعدل والانضباط والقانون نتجاوز كل الأزمات لأن مصر الآن تقدم مائدة محترمة فى المنظومة الفكرية والسياسية.
أما الفنان يوسف شعبان فقال اليوم فقط شعر المصريون بكرامتهم بعد إهدارها على مدى ثلاثين عاما، ولم يتوقع أحد على الإطلاق أن يأتى هذا اليوم الذى يمثل فيه الرئيس السابق وابناه أمام العدالة ولكن القدر يعمل بالمرصاد.
وأضاف شعبان تلك المحاكمة تدل على نزاهة القضاء المصرى، وكلنا نعلم أن القضاء تعرض لاحتكاكات من جانب النظام السابق لنزاهته وشرافته، وعلينا الآن أن نهدأ ونحقق كل مطالبنا بالقانون.
وطالب شعبان القضاء أن لا تأخذهم رأفة أو رحمة بالرئيس السابق حسنى مبارك حتى يبرد دم الشهداء وتهدأ ثورة أهاليهم، مؤكدا أن حكم الإعدام هو القصاص لأسر الشهداء وللمصريين جميعا.
وأعرب المخرج محمد فاضل عن تفاؤله بمحاكمة الرئيس السابق قائلا ليس من حق أحد الآن أن ينصب نفسه قاضيا للمحاكمة لأن العدالة ما زالت تأخذ مجراها.
وأضاف فاضل، المحاكمة تطمئن الشعب المصرى عموما وليس ثوار التحرير وأسر الشهداء فقط لأن الظلم كان ملحقا بالجميع فى ظل حكم الرئيس السابق.
ولم تخف ليلى علوي رفضها لمحاكمة مبارك بحكم أن عمره تجاوز الثمانين عاما ولا يسمح بتعرضه للمحاكمة كما ان ديننا يدعو للتسامح، إلا أنها في الوقت نفسه لم تبرئه مما أصاب مصر خلال فترة حكمه.
وأرجعت ليلى سبب امتناعها عن الكلام خلال الأيام الأولى للثورة إلى عدم قدرتها على الحديث عن شئ جديد فيما يخص الثورة، لذا قررت ان تكون ربة منزل وزوجة وتكتفي بالمراقبة، مؤكدة ان توقفها عن الكلام لا يعني توقف قدرتها على الفعل.
وعما تردد بشأن غيرة سوزان مبارك من ليلى ومن فساتينها، قالت: "بالفعل قرأت هذا الكلام في إحدى الصحف المصرية، لكني لا ألتفت لتلك الأقاويل، ولا أحبّ الحديث فيها.

0 comments

إرسال تعليق

Roua Nazar Clips on Facebook