عمرو سلامة
بعد تعرضه للضرب في أحداث جمعة الغضب، ومشاركته في الثورة عن طريق نزوله المظاهرات والاعتصامات، يشارك المؤلف والمخرج عمرو سلامة عن طريق صفحته الشخصية على موقع FaceBook بمقال جديد.

كتب عمرو سلامة مقاله تحت عنوان "الشعب يريد بناء النظام" وجاء فيه:

أقدر أقول وبدون أي مبالغة إن ده هيكون أصعب مقال أكتبه في حياتي.

هحاول أخلي كلامي مرتب ومختصر على قد ما أقدر، وسامحوني إن لم أستطع النجاح في ذلك.

أولا بحيي الشهداء، والجرحي، والمفقودين، والناس اللي خططت للثورة، والناس اللي اعتقلت، وكل الناس اللي نزلت، وكمان الناس اللي حرست بيوتها، والناس اللي ماكنتش فاهمة وحاولت تفهم، والناس اللي كانت فاهمة غلط وغيرت رأيها، والناس اللي ماغيروش رأيهم بس عايزين يعمروا معانا مصر من جديد، وبحييهم كلهم بنفس التقدير والإحترام.

بكمل تحياتي لكل شريف في جهاز الشرطة رفض يقوم بأي تجاوز، كل شرطي كان رحيما قدر ما إستطاع، وكل شرطي كان عنده الشجاعة لينزل الشارع ليقوم بمهامه من جديد، وكل شرطي سينزل في الأيام القادمة، ولكل شرطي يحاول أن يحسن صورة جهاز الشرطة، وكل شرطي شعر بالعار وتأنيب الضمير لأي جرم إرتكبه، وكل شرطي لن يستطيع أن يكمل مهامه لأي سبب مقتنع هو به ويرضي ضميره.

تحياتي للجيش المصري، وأقوله إن كلمة "لبست جيش" مش هتتقال ثاني، وهيبقى شرف لأي مواطن مصري أن ينضم لك، وأقول لك أن مشاعر كل المصريين برؤيته للدبابات والمدرعات جعلته يشعر بلمحة من ملاحمكم وبطولاتكم، وجعلتنا نعلم معنى كلمة شرف من جديد.

للإجمال بحيي شعب مصر، بحيي شعب جعلنا نصدق معاني الكلمات.

بحيي شعب قتل السخرية من الكلمات التي كان يريد القلب أن يحبها.

بحيي شعب أعاد فعلا تعريف الكلمات.

بحيي شعب أسمى مصر بإسمها الحقيقي.

وبعد التحية.

وبعد المعاناة والإستشهاد والتعرض للأخطار والتصميم والنصر.

وبعد الدماء والدموع والإبتسامات ودقات القلب.

نخش في الصميم.

لم يسقط الشعب النظام فقط، لقد أسقط عدو أخطر وهو الحجج.

طول عمري كنت بقول إن الرئيس السابق حسني مبارك كان عاملنا خدمة ثلاثين سنة وكان مدينا حجة زي الجنيه الدهب.

وكان الشعب المصري يستخدمه بكل من يتبعونه كأفضل حجة لأي شيء، وكان هو يتفنن يوميا هو ومن معه في إثبات أن هذه الحجة مقنعة وكافية لكل مصري نفسه في حجة.

لكن من الآن، لم يعد هناك أي حجة، لم يعد هناك من يمنعك، وإن وجد من يمنعك فعليك به، إسقطه فقد علمت طريقك وكسرت خوفك.

من الآن تستطيع، وحط تحت تستطيع ألف ألف خط.

من الآن دستورك في دماغك، قانونك هو أخلاقك، خططك هي أحلامك، أمنك هو روحانياتك، واجباتك أصبحت مسؤولياتك، أصابع اللوم تحولت لأصابع تقدر تبدع وترسم وتبني.

ماعنديش ذرة شك إن إحنا جيل هيبني أحسن وطن، وأنا أحلامي إننا هنكون عالم أول، مش أحلامي بس، لأ ديه أهدافي، الشعب اللي قدر يحلم، ويثور، ويتحدى الموت وإنتصر، يقدر يعمل أي حاجة في الدنيا، الشعب اللي عنده الحضارة إنه يثور بكل تحضر قادر يعمل حضارة تجعل الحضارة الفرعونية فيلم كرتون بالنسبة لمستقبله القادم.

والله العظيم شعب مصر النهاردة أحسن من الفراعنة، الفراعنة كانوا ملوك متفاخرين ديكتاتوريين وباقي الشعب عبيد، كانوا يملكون علم معانا اليوم أضعافه في أيدي أصغر من فينا، بنوا حضارة نستطيع اليوم أن نتفوق عليها، لو فقط كملنا نصدق حلمنا، وعرفنا إيه هو هدفنا.

والله العظيم نصرنا النهاردة أهم من نصر أكتوبر مع عظمة إنتصار أكتوبر وتضحياتها، إحنا عدونا ماكناش عرفينه، كان مننا، كنا بنحاربه بأسلحة مختلفة، بحبنا وإيماننا وصبرنا.

والله العظيم إحنا دلوقتي نقدر نعمل إنجازات تخلينا مانحتجش نتباهى بالماضي ثاني، بالعكس نتباهى بالحاضر ونوعد بمستقبل أفضل وإحنا متطمنين.

لو شايفني جيل رومانسي، أفكرك إني نفس الجيل الرومانسي اللي كنت واقف في التحرير، اللي كان بيحلم ببكره أصبح إمبارح، إمبارح عملت إنجاز ناوي إني لا أتباهى به، بالعكس، أتباهى بكل يوم بعيشه وأنا عارف أنا عايشه ليه وهيوديني فين.

وأنا مش بقصد بالجيل الشباب بس، أقصد بالجيل كل الأعمار اللي في قلبها روح الشباب اللي قادرة تحلم وتجري ورا حلمها، الجيل الشاب في قلبه، حتى لو سنانه وقعت وشعره بالنسبة له ماضي.

من النهاردة خد المبادرة، من النهاردة هتخصص وقت من وقتك لبلدك، مش عشان إنت ملاك، لأ عشان عارف إنه هيرجعلك، من النهاردة هتبقى إيجابي وهتشارك، مش عشان دم الشهداء والجرحى اللي نزلوا عشانك بس، لأ عشان كمان مستقبلك ومستقبل أولادك، من النهاردة، هيكون النهاردة هو النهاردة، بتعيشه وإنت بتصنعه.

أنا كل ما بحاول أفكر حتى لو للحظات في عظمة اللي إتعمل ببقى هيعيط في لحظة، واللي بيطلعني من الحالة ديه هو التفكير في بكره، إعلموا أن ثورة خمسة وعشرين يناير إنتهت، وبدأت ثورة مصر الحقيقية.

ثورة بناء بجد، ثورة بتثور فيها على أكبر عدو في الدنيا، العدو ده نفسك لو حاولت تخليك تكسل أو تلوم الآخر، أو تكره، وتستسهل، أو تفسد، أو تنافق، أو تاخد حق غيرها.

ثورتنا الجاية أصعب بس أحلى، نتايجها بتتأخر بس أقيم، ثورة بتبني طوبة بطوبة، بس كل ما تخلص وتبص على إنجازاتها هتلاقي هرم، هرم جديد بتاعك إنت، مش بتاع ناس عمرك ما شفتهم، تبني مسلة بتاعتك مش بتاعت ناس ماتعرفش مين هما، تبني حضارة ناقش على طوبة فيها إسمك مش إسم مش متأكد لو نطقك ليه صح ولا لأ.

كل شاب نزل وعرض حياته للخطر هو أشرف عندي من إخناتون، كل دكتور أنقذ جريح هو أشرف عندي من آتون، كل واحد حمى بيته هو أشرف عندي من مينا موحد القطرين، وكل واحد من النهاردة، حتى لو ما شاركش بأي شكل في الثورة، بس عمل حاجة إيجابية وبنى في بلده هو أشرف عندي من كل حضارة مصرية تكونت وماتت قبل أن نولد وقرأنا عنها في الكتب كما كتبها ناس لم أعلم عنهم شيء.

أنا فخور إني مصري، مش بسبب أي حاجة حصلت إمبارح أو من آلاف السنين.

أنا فخور إني مصري بسبب النهاردة.. وقررت أفضل فخور بكل نهاردة.

0 comments

إرسال تعليق

Roua Nazar Clips on Facebook