ومن الواضح أن سلامة دق ناقوس الخطر من بيع الأراضى المصرية فى المنطقة التى تحيط بالمكان الذى يقام فيه "مولد أبو حصيرة" كل عام، ويدعى بعض اليهود حضوره، خاصة الذين كانوا يعيشون منهم فى مصر.
يذكر أن المولد يقام فى قرية "دميتوه" بمحافظة البحيرة والقريبة من الإسكندرية فى منطقة المقابر التى تقع على ربوة عالية تضم رفات 88 من اليهود، وتود مقبرة لحاخام يهودى من أصل مغربى يدعى "أبو حصيرة" اسمه الأصلى أبو يعقوب، حيث يزعمون أنه من أولياء الله وله كرامات مشهودة، ومنذ عام 1978 عقب توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" بدأ اليهود يطلبون رسمياً تنظيم رحلات دينية إلى هذه القرية للاحتفال بمولد أبى حصيرة، احتفالا غير لائق بعادات وأخلاق المصريين لمدة 15 يوماً متتالية، وبدأ عددهم فى تزايد حتى بلغ منذ عامين 4 آلاف يهودى، فقاموا بتوسيع المقبرة لإقامة شعائرهم، وذلك برغم أن عددا من المحاميين المصريين أثبتوا أن "محمد بن يعقوب بن يوسف الذى يدعى اليهود عنه أنه جاء من المغرب إلى مصر سابحاً فى البحر فوق حصيرة للكا سمى "بأبو حصيرة "، رجل مسلم وليس يهوديا يمتد نسبه إلى طارق بن زياد، وأنه لا توجد عائلة فى المغرب باسم أبو حصيرة.
وهذا ما بنى عليه الكاتب المتميز "أيمن سلامة" مسلسله قضية صفية التى هى جزء من قضية مصر كلها "فصفية" رفضت بيع أرضها وعدم اعترافها بأخوة "صبرى"، انعكاس واضح ورمز لرفض كل مصرى شريف متمسك بوطنه أى محاولة للتطبيع مع الإسرائيليين.
والجميل فى المسلسل أن مؤلفه قد ابتعد عن المباشرة وتناول القضية من وجهة نظر "صفية" وهى الفتاة الريفية المتمسكة بأرضها والتى تفاجأ بشخص غريب عنها يدعى أنه أخوها ويشترى الأراضى لصالح جهات صهيونية بمساعدة مافيا الفساد فى مصر.
كل العوامل الفنية فى مسلسل "قضية صفية" ساعدت على نجاحه بداية من التناول الرشيق للقضية من قبل المؤلف والحوار المتدفق واستخدام طريقة "الفلاش باك" بطريقة تشويقية مميزة للمخرج أحمد شفيق الذى صنع من خلال النص المكتوب صورة ثرية وإيقاعا سريعا لأحداث المسلسل.
المخرج "أحمد شفيق" كان موفقا أيضا فى اختياراته للممثلين المشاركين فى العمل المتميز، ومنهم النجمة "مى عز الدين " التى نشاهدها فى دور مرسوم على الورق بحرفية ومنقول على الشاشة بصدق وعفوية دون انفعال أو مبالغة فى الأداء، بالإضافة إلى الفنان طارق لطفى الذى يقدم دورا شريرا، كما يجب أن يكون، وهناك أيضا النجوم سامح الصريطى ولطفى لبيب وأحمد السعدنى وكلهم نجوم ساعدوا على نجاح العمل.
0 comments
إرسال تعليق