الرغبة فى تقضية وقت لطيف أمام فيلم كوميدى حتى لو كان متواضع المستوى قد تجعلك لا تفكر كثيرا فى منطق ما يحدث أمامك أو جديته، فيلم العيد الكوميدى -كما اعتدنا- بسيط إلى حد التفاهة، مسروق غالبا من فيلم أجنبى، نكاته مرتجلة ويفتقد الأصالة الفنية، هو نتاج سريع ومرتجل لماكينة الاستهلاك التى ربطت عرض الأفلام بمناسبات وأعياد وإجازات وراحة من الجدية والمنطق، ولا يخرج فيلم «أمن دولت» عن مواصفات هذا الكتالوج كثيرا، فكرته مقتبسة من فيلم أمريكى معروف هو «The Pacifier»، قدمه الممثل فان ديزل منذ 6 سنوات، نفس الشخصيات والمواقف الكوميدية تقريبا.
انحصرت مهمة المؤلف بجوار التمصير الردىء فى استبدال بعض المشاهد المصرية المقحمة بأخرى أمريكية خالصة، الفيلم عن شخص يعمل بجهاز أمنى يضطر لرعاية أبناء امرأة مهددة من قبل مخابرات أجنبية، هذا الشخص فى الفيلم المصرى رائد أمن دولة «حمادة هلال» يعيش فى أجواء مقالب الأطفال المستمرة، الفيلم نسخة قريبة من حيث الفكرة العامة من فيلم «الحب كده» الذى قدمه هلال منذ سنوات، شاب يضطر إلى رعاية مجموعة أطفال أشقياء، ومصدر الكوميديا هو مقالب الأطفال التى يقع هو فريستها.
حتى بعض الأغانى المقدمة فى «أمن دولت» مشابهة لأغانى «الحب كده»، أغنية فى منتصف الفيلم فى فرح فى قرية، وبعدها أغنية للأطفال، ولأن هذا الكتالوج مستهلك ومكرر فإنه لا يقدم جديدا على مستوى الكوميديا والإفيهات التى تتحول إلى عملية تعذيب مع سوء أداء الممثلين، أما حمادة هلال نفسه فهو يلجأ إلى الصراخ والعويل والضحكات المفتعلة بلا داعٍ استدرارا لضحك الجمهور.
الفيلم أيضا إضافة جديدة تضاف إلى سلسلة الأفلام التى تعرض الثورة فى صورة هزلية سخيفة وسطحية، وبعد أن أتحفنا محمد سعد فى «تك تك بوم» بشجاعة الشرطة فى أثناء الثورة، يأتى إلينا فيلم «أمن دولت» برائد أمن الدولة الذى يؤيد الثورة منذ اليوم الأول، ولكن هذه اللمسة السياسية ما هى إلا عملية غسيل درامى لكوميديا ركيكة مفتعلة

0 comments

إرسال تعليق

Roua Nazar Clips on Facebook