نيويورك- وكالات
اجتاح الإعصار إيرين نيويورك برياح عاتية وأمطار غزيرة الأحد 28 أغسطس/آب، ما أدى إلى تحويلها لمدينة أشباح وانقطاع الكهرباء وغرق بعض شوارع مانهاتن المهجورة بالمياه، رغم أنه فقد بعضًا من قوته.
في الوقت نفسه، ارتفعت حصيلة ضحايا الإعصار إيرين إلى 15 قتيلا، وقضى على نصف الضحايا بولاية كارولينا الشمالية التي ضربها الإعصار صباح السبت قبل أن يتراجع صباح الأحد إلى عاصفة استوائية، أما الآخرون فقتلوا في نيوجيرسي، وفرجينيا، وميريلاند، وكونيتيكت، وفلوريدا.
وكانت شوارع مدينة نيويورك، التي تشبه خلية النحل في العادة، شبه ساكنة بعد أن أمرت السلطات بإجلاء عشرات الآلاف من السكان من المناطق المنخفضة، وإغلاق شبكة مترو الأنفاق والمطارات وخدمات الحافلات.
وقالت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية جانيت نابوليتانو إن أسوأ مراحل الإعصار انتهت بالنسبة إلى كثير من سواحل شرق الولايات المتحدة بما في ذلك نيويورك ونيوجيرسي.
وفي الوقت الذي تتجه فيه العاصفة إلى نيو انجلاند وشرق كندا قالت نابوليتانو في مؤتمر صحفي إن الاستعدادات التي سبقت العاصفة أدت إلى خفض الخسائر في الأرواح بدرجة كبيرة، إلا أنها حذرت من أن فيضان الأنهار في أنحاء الساحل الشرقي ما زال يشكل خطرًا على حياة الناس.
وتراجع إيرين إلى مستوى عاصفة استوائية صباح الأحد، لكنه ظل مع ذلك يحرك الأمواج التي تضرب الشواطئ وتُغرق الأحياء المطلة على البحر.
وقال خبراء الأرصاد الجوية إن إيرين ما زال يشكل تهديدًا خطيرًا بإثارة أمواج يمكن أن ترفع مناسيب المياه ما بين 120 و240 سنتيمترًا تقريبًا في المناطق الساحلية من فرجينيا إلى ماساتشوستس. ومن المحتمل أيضًا هبوب أعاصير منفصلة في منطقة نيويورك.
وأدت العاصفة إلى سقوط أمطار بلغ منسوبها 20 سنتيمترًا على منطقة واشنطن، لكن العاصمة لم تتعرض فيما يبدو لخسائر كبيرة. وأغلقت بعض الجسور، لكن المطارات ظلت مفتوحة وسيرت الرحلات وفق الجدول المعتاد.
وقال ريك ميهان رئيس بلدية اوشن سيتي في ماريلاند إن التقديرات الأولية تشير إلى فيضان المياه وانقطاع متواصل للكهرباء في بعض المناطق بالمنتجع المطل على البحر لكن دون وقوع أضرار جسيمة.
ومن ولايتي نورث كارولينا وساوث كارولينا إلى مين، هناك عشرات الملايين من الأشخاص الذين يسكنون في مناطق تقع على مسار الإعصار إيرين الذي وصل إلى البر في نورث كارولينا يوم السبت، مسببًا تساقط أمطار غزيرة وسقوط الأشجار وقطع الكهرباء.
وقال مايكل بلومبرج، رئيس بلدية نيويورك لأكثر من ثمانية ملايين شخص يعيشون في نيويورك، "لقد وصلت حافة الإعصار إلينا أخيرًا"، محذرًا من أن رياحًا بقوة العاصفة الاستوائية ستضرب المدينة.
كانت ساحة تايمز سكوير التي توصف بأنها مفترق طرق العالم شبه خالية في الوقت الذي وصل فيه إيرين إلى المدينة بكامل قوته. وبعد إيرين يضع مراقبو الأحوال الجوية نصب أعينهم العاصفة الاستوائية جوزيه التي تشكلت قرب "برمودا".
وحذر بلومبرج سكان نيويورك من أن إيرين عاصفة تهدد الأرواح، وحثهم على البقاء في منازلهم لتجنب الشظايا المتطايرة أو الفيضانات أو خطر الصعق بالكهرباء نتيجة خطوط الكهرباء المقطوعة بفعل العاصفة.
وفي وسط مانهاتن، كان هناك وجود كبير للشرطة في الشوارع، لكن كثيرًا من الناس استجابوا لتحذيرات بلومبرج التي تطالبهم بالبقاء في المنازل. وصدرت أوامر لنحو 370 ألف شخص من السكان في المناطق المنخفضة بمغادرة منازلهم وكثير منهم في أجزاء من بروكلين وكوينز ومانهاتن.
كان العام الجاري الأكثر تطرفًا في الأحوال الجوية في تاريخ الولايات المتحدة، وبلغت الخسائر 35 مليار دولار حتى الآن من الفيضانات والأعاصير وموجات الحر.
0 comments
إرسال تعليق